mast1.jpg

تداعيات صحية

يمكن تقسيم الأشعة غير المؤيّنة حسب مجالات التردد المختلفة بحيث لكل منها خواص فيزيائية مختلفة تتمثل بطول موجة، حقل مغناطيسي وحقل كهربائي مختلفين. قد يكون لكل صفة فيزيائية كهذه تأثير مختلف على الصحة.

مع التطور التكنولوجي الذي حدث في مجال الاتصالات في العقود الأخيرة، ثار الشك بالنسبة لإمكانية التأثير على الصحة نتيجة تعرض الجمهور للأشعة غير المؤيّنة.

تفحص أبحاث كثيرة تأثير الأشعة غير المؤيّنة على الصحة والآليات التي عن طريقها قد تؤثر على خلايا الجسم. تفحص الأبحاث تأثيرات ترددات مختلفة من الأشعة غير المؤيّنة ابتداء من ترددات شبكات الكهرباء (تردد منخفض جدا) وحتى تردد الميكروويف (تردد عالي جدا).

أكثر تأثير معروف ومُثبت للأشعة غير المؤيّنة هو تسخين النسيج، الذي يبدو بالأساس في مجال أمواج الراديو. تجدر الإشارة أن في القدرات التي تعمل فيها غالبية الأجهزة التي تُطلق أشعّة كهرومغناطيسيّة يكون تأثير التسخين قليلا جدا ولا يشكل خطرا لإصابة ملحوظة.

النقاش الجماهيري الرئيسي في شأن التأثيرات المحتملة للأشعة غير المؤيّنة على الصحة، يتمحور اليوم في اختبار إمكانية أن الأشعة غير المؤيّنة لها تأثيرات لا حرارية لا تتعلق مباشرة بتأثير التسخين بل بآلية أخرى يعمل فيها الحقل الكهربائيّ أو المغناطيسي أو صفة أخرى للأشعة على الجسم الحي.

كما ذكرنا، قد تستجيب الأشعة غير المؤيّنة مع نسيج بيولوجي بواسطة آليات متنوعة. مستوى طاقة الأشعة غير المؤيّنة ليس عاليا بقدر كاف ليسبب تفكيك أربطة بين الذرات والجزيئات داخل خلايا الجسم، ولذا على حدّ علمنا اليوم، لا تستطيع الأشعة غير المؤيّنة أن تصيب مباشرة المادة الوراثية (DNA) داخل الخلية.

وجود علاقة ممكنة بين التعرض إلى الأشعة غير المؤيّنة (كتلك المنطلقة من هواتف خلوية، هواتف لاسلكية بيتية، شبكات اتصالات لاسلكية، هوائيات خلوية، شبكات كهربائية وما شابه) وبين خطر تطور أمراض، يُبحث منذ سنوات عديدة.

تمحورت معظم الأبحاث في مجال ترددات الراديو في خطر تطور السرطان من أنواع مختلفة، ولاسيما تطور أورام دماغيّة، أورام العصب السمعي والغدد اللعابية. النواتج الصحية الإضافية التي بُحثت هي التأثير على الخصوبة (مثلا، مورفولوجية وجودة السائل المنوي)، التأثير على الدماغ (مثلا، الأداء الإدراكي، اضطرابات الإصغاء والتركيز لدى الأطفال، تطور الدماغ لدى الرضع)، التأثير على جهاز القلب والدم (ضغط الدم، وتيرة النبض)، التأثير على العصب السمعي، التأثير على اللعاب (إفراز، تركيبة، جريان)، التأثير على بروفيل الدهون في الدم، التأثير على السمنة الزائدة، التأثير على أمراض الضمور العصبي (مثلا، التصلب المتعدد)، التأثير على الصداع والحساسية المفرطة للأشعة غير المؤيّنة.

كما تمحورت أبحاث في مجال شبكات الكهرباء (ELF)، بخطر تطور السرطان وخاصة خطر تطور سرطان الدم عند الأطفال، وبالتأثير على نواتج الولادة (إجهاضات، وزن الولادة)، السلوك عند الأطفال، الأداء الإدراكي، الهورمونات، أمراض الضمور العصبي (مثلا، مرض ألتسهايمر)، وأمراض القلب.

من المعروف أن التعرض إلى شدة عالية من الأشعة غير المؤيّنة بترددات معينة يسبب تسخين النسيج وأنه يُحتمل تأثير مباشر للتوتر أو التيار الكهربائي الذي يسبب التكهرب. عدا عن هذه التأثيرات المعروفة، الجواب عن السؤال هل التعرض للأشعة غير المؤيّنة يسبب ضررا صحيا ما زال مختلفا عليه بين العلماء وليس قاطعا.