mast1.jpg

مبدأ الحذر الوقائي

مبدأ الحذر (precautionary principle) هو أداة لإدارة أخطار الصحة والبيئة. مبدأ الحذر، الذي بدأ يظهر في مستندات سياسة بيئية في أوروبا في السبعينات من القرن المنصرم، يستعمل مبدأ موجِّها لتحديد سياسة حماية الصحة والبيئة. هذا المبدأ له تعريفات وتفسيرات مختلفة ولذا فهو يشكل تحديا ملحوظا لكل المستخدمين له.

 

يستخدم اليوم مبدأ الحذر الوقائيّ أداة لإدارة الأخطار يُطبق في الحالات التي فيها مستوى ملحوظ من انعدام اليقين العلمي. يدعو المبدأ إلى اتخاذ وسائل في حالة خطر محتمل دون انتظار النتائج النهائية للأبحاث العلمية.

 

 يمكن إيجاد مبدأ الحذر الوقائيّ في تشكيلة واسعة من المواثيق الدولية التي نجد فيها تعريفات وتفسيرات مختلفة للمبدأ. بالإضافة، نوقش المبدأ وتحدد في التشريع (في دول قليلة، مثلا في إسرائيل وسويسرا) وفي أحكام القضاء في دول مختلفة. تتأثر هذه الأحكام أيضا من قيم اجتماعية وسياسية في تلك الدول. لذا، هناك تباين كبير بصورة التطرق والتطبيق لمبدأ الحذر الوقائي في الدول المختلفة وبين الجهات المختلفة.

في الصياغة المتشددة، يتم تفسير هذا المبدأ كطلب لإثبات قاطع لسلامة تكنولوجيا معينة قبل إدخالها للاستخدام. تفسير آخر مثل هذا، يتمثل بإعلان ريو، في موضوع البيئة والتطوير، يدعو إلى استخدام اختبار الكلفة - الفائدة (cost – benefit) لاتخاذ حول تطبيق التكنولوجيا. ثمة من يعتقد أن في استيعاب مبدأ الحذر الوقائي يجب اتخاذ وسائل ما (غير محددة)، حتى لو لم تثبت علاقة سببية بين التعرض والتأثيرات الضارة.

في سنة 2000، نشر الاتحاد الأوروبي وثيقة موجّهة في موضوع مبدأ الحذر شملت توجيهات تتيح تطبيق المبدأ من خلال "الشفافية السياسية" واعتمادا على تقييم الأخطار العلمية، وبذلك حذر من استخدام عفوي بهذا المبدأ. حدد المستند أن مبدأ الحذر الوقائيّ يشكل "أساسا لاتخاذ اجراءات في الحالات التي فيها العلم لا يقدم إجابة واضحة... لكنه لا يشكل تبريرا لاتخاذ وسائل وقائية من خلال تجاهل أدلة علمية".

القرار لاتخاذ إجراءات بموجب هذا المبدأ هو قرار لتحديد سياسة. ليس في هذا المستند تحديدا لكمية الأدلة اللازمة كأساس لتحريك مبدأ الحذر ولطريقة تفعيله. روح الأمور هي، أنه يجب اتخاذ وسائل معقولة تتلاءم ومستوى الوقاية المنشودة، من خلال الإدراك أنه لا يوجد صفر خطر. كذلك، يجب ملاءمة الوسائل التي تُتخذ مع السياسة التي قد تحددت في مواضيع مشابهة وسياسة التطبيق التي تحددت لمصادر تعرض مشابهة (مثلا مصادر أشعة ذات خواص متماثلة). كل هذا اعتمادا أيضا على اعتبارات الفائدة، التي يمكن تغييرها وتحديثها وفقا للنتائج العلمية الجديدة.

يضمن التشريع الإسرائيلي مبدأ الحذر الوقائيّ في مجال الأشعة غير المؤيّنة. يظهر تعريف مبدأ الحذر في التشريع الإسرائيلي في التفسير في مقدمة القانون كما يلي:

"بموجب هذا المبدأ حتى بانعدام إثباتات علمية كافية لوجود أضرار صحية من عامل معين، يجب اتخاذ وسائل معقولة للتخفيف من "الخطر"، وذلك دون انتظار نهاية الأبحاث التي هدفها تقليل عدم اليقين بالنسبة لوجود أضرار صحية كما ذُكر".

هناك اتفاق بصورة عامة في إسرائيل من قبل معظم الهيئات ذات الشأن بأن تطبيق مبدأ الحذر الوقائي يُنفذ من خلال استخدام تكاليف معقولة، بهدف تقليص التعرض لأدنى درجة ضرورية، من خلال استخدام ناجع وآمن للتكنولوجيا المذكورة.

 

 

  • تطبيق مبدأ الحذر الوقائيّ في مجال الأشعة غير المؤيّنة أمر حيوي.
  • التعرض لهذه الأشعة جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية لكافة السكان.
  • هناك عدم يقين علمي بالنسبة لمجمل التأثيرات الصحية للتعرض لهذه الأشعة.
  • يوجد قلق جماهيري بالنسبة للتعرض لهذه المصادر.
 

 

قائمة مصادر